ندوة بالقاهرة تستعرض بقاء المأثور الغنائي والموسيقي العربي عابرا للأجيال

تحولت ندوة علمية عن المأثور الغنائي الشعبي العربي امس الأربعاء بالمسرح الصغير بدار الأوبرا بالقاهرة إلى ما يشبه الحفل الموسيقي العربي المقارن حيث امتزج الشرح التحليلي بالاستشهاد الفني.

وقال خالد القلاف أستاذ التراث الشعبي وتاريخ الموسيقى بالمعهد العالي للموسيقى بالكويت إن الأغنية الشعبية مرآة يمكن التعرف من خلالها على سمات أي مجتمع وعادته إذ “تحدد البقعة الجغرافية التي تنتمي إليها الأغنية وفقا للهجة أو الإيقاع” ففي اللهجة الشامية تميل الأغنية الشعبية إلى البطء اللحني والإيقاعي على عكس الإيقاع السريع للأغنية نفسها إذا ما أعيد إنتاجها في الخليج أو بلاد المغرب.

واستشهد ببضع أغنيات منها (حلوة وكذابة) لوديع الصافي إذ عرض مقطعا بصوت الصافي ثم بصوت الكويتي غريد الشاطئ الذي أكسب الأغنية ما وصفه القلاف بالإيقاع الكويتي بعد إضافة إحدى الآلات إلى اللحن وهو ما اتضح من غناء غريد الشاطئ أيضا لأغنية الصافي (بتروحلك مشوار).

وقدم القلاف المقارنة نفسها بعرض “النسخة الأصلية والنسخة الكويتية” من أعمال تراثية منها (خفيف الروح) لفرقة الموسيقى العربية المصرية ثم لفرقة التلفزيون للفنون بالكويت. وكذلك أغنية (عالهيلة) للسوري صباح فخري ثم لفرقة التلفزيون الكويتي التي استخدمت إيقاعات محلية وتصفيقا وتحويرا بسيطا في أداء أغنية (أم العوينة الزرقا) للمطربة التونسية سلاف والتي غنتها أيضا ليليا الدهماني.

وقال إن كثيرا من الأغاني الشعبية العربية “أثرت في الوجدان الكويتي… ووصل ذلك إلى حد تطويع بعضها في إطار من الفن الغنائي الشعبي الكويتي. تم تطويع إيقاعاتها بما يلائم الإيقاعات والضروب الكويتية” مع إضافة كلمات عامية كويتية أيضا.

وأضاف أن الفنان الكويتي “يتلقى الأغاني ويضيف إليها الإيقاع الكويتي خوفا من اندثاره.”

وتقام الندوة ضمن أنشطة مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية الرابع والعشرين الذي افتتح الأحد الماضي ويشارك في حفلاته أكثر من 60 مطربا وعازفا عربيا.

وقال الأردني نضال عبيدات أستاذ الموسيقى بجامعة اليرموك إن الأغنية في الأردن مرت بعدة مراحل “منذ استقلال المملكة” وإن الأغاني المعاصرة تأثرت بالأغاني الشعبية التي دفعت معظم الشعراء والملحنين والمطربين إلى اللجوء إليها في “استلهام” أعمالهم الجديدة.

وأضاف أن الأغنية الشعبية الأردنية تستخدم اللهجة المحكية وتميل إلى الوضوح والبساطة وإن لها آثارا واضحة على الأغاني المعاصرة “المستوحاة أو المقتبسة” ومنها أغنية شارك في أدائها الأردني عمر العبد اللات والسورية أصالة نصري عام 20013 ويقول مطلعها..

“يا شوقي يا الله انا وياك/ ع الأردن نزرع بساتين. لاهدي عبد الله ثلاث وردات/ ولرانيا الطيب يا عين”.

وقدم هذا الثنائي عام 2003 أيضا أغنية كتب كلماتها عبد اللات مستهلما كلماتها من التراث ويقول مطلعها..

“يا مرحبا ويا هلا بابن الأصل والجود/ عبد الله صقر العرب والمملكة رجاله”.

وقال عبيدات إن الأغنية في بلاده يغلب عليها الطابع الوطني الذي ما زال منتشرا “بشكل منقطع النظير… الأغاني الوطنية في الأردن تشكل ما يزيد على 80 بالمئة من الأغاني الأردنية بشكل عام.”

وقالت رشا طموم الأستاذ بأكاديمية الفنون بالقاهرة إن هناك فريقا يرى استلهام التراث بحرية مقابل فريق ثان يتبنى الحفاظ على التراث كما هو ويخاف عليه من الطمس إذا استخدم في غير سياقه.

وأضافت أن تراث بيتهوفن تجاوز الثقافة الألمانية والغربية وأصبح يقدم في ثقافات موسيقية حول العام “دون خوف عليه”.

وسيعلن المهرجان في وقت لاحق -قبل حفل الختام- نتائج مسابقتين في أداء أغنية تراثية وأخرى معاصرة للشباب من 17 إلى 35 عاما وللأطفال بين سن 6 و14 عاما.

وسوف يشارك الفائز الأول من الشباب والفائز الأول من الأطفال في حفل ختام المهرجان على المسرح الكبير بدار الأوبرا مساء الاثنين القادم. (رويترز)

In this article